لست أنت التي بها تحلم الروح و لست التي أغني هواها
كان حب يشد حولي ذراعيك و يدني من الشفاة الشفاها
و اشتياق كأنما يسرق الروح فما في العيون إلا صداها
و انتهينا فقلت إني سأنساه و غمغمت سوف ألقى سواها
أمس طال اللقاء حتى تثاءبتِ و شاهدت في يديك الملالا
في ارتخاء النسيج تطويه يمناك و عيناك ترمقان الشمالا
في الغياب الطويل و المقعد المهجور ترمي يدي عليه الظلالا
في الشفاه البطاء تدنو من الكوب و ترتد ثم تلقى سؤالا
التقينا أهكذا يلتقي العشاق أم نحن وحدنا البائسان
لا ذراعان في انتظاري على الباب و لا خافق يعد الثواني
في انتظاري و لا فم يعصر الأزمان في قبلة و لا مقلتان
تسرقان الطريق و الدمع من عيني والداء و الأسى من كياني
قد سئمت اللقاء في غرفة أغضى على بابها اكتئاب الغروب
الضياء الكسول و المزهريات تراءى بهن خفق اللهيب
كالجناح الثقيل في دوحة صفراء في ضفة الغدير الكئيب
و احتشاد الوجوه مثل التماثل احتواهن معبد مهجور
سمرت قبلة التلاقي على ثغري فعادت كما يطل الأسير
من كوى سجنه إلى بيته النائي كما يخفق الجناح الكسير
للغدير البعيد كالموجة الزرقاء جاشت فحطمتها الصخور
عز حتى الحديث بين الأحاديث و حتى التقاؤنا بالعيون
في فؤادي الشقي مثل الأعاصير و في ساعدي مثل الجنون
التقينا أكان شوقي للقياك اشتياقيا إلى الضياء الحزين
واحتشاد الوجوه في الغرفة الجوفاء و الشاي و الخطى و اللحون
الخطى و اللحون من فجوة الباب تسللن و الضياء الضئيلا
و الأزاهير تشرب النور في بطء و يعكسنه ابتسامًا ذليلاً
كابتساماتي الحيارى و إطراقي برأسي و قد ذكرت الحقولا
و الغناء الطروب و المعبر المغمور بالنور و الشذى و النخيلا
لست أنت التي بها تحلم الروح و لكنه الغرام المضاع
الخطى العابرات في النور و الأنداء و الشط و الضحى و الشراع
التقينا يد تمد إلى أخرى و للنور في الشفاة التماع
ترقص القبلة المرجاة فيه ثم يدنو فم و تطوي ذراع
لست أنت التي بها تحلم الروح-ولكنه انتظار اللقاء
انتظار التي تحلم بها الروح إذا لفها اكتئاب المساء
و استبد الحنين و انثالت الأصداء من كل ضفة قمراء
لا تراها العيون في عالم ناء و من كل باب كوخ مضاء
إنها الآن في انتظاري تجيل الطرف حيرى على امتداد الطريق
و المساء الكئيب قد ماج بالأصداء تنساب من مكان سحيق
تبعينا فإن في الشاطئ النائي شراعا يهيم بالتصفيق
و الحبيب المجهول ناداك و امتدت ذراعاه في انتظار عميق