رشفة من حالي احوالهم … ونسمة من قرب وصالهم
اكرم باقوام لها استجابوا … وطاب معناها لهم اذ طابوا
ذاقوا حميا كاسها فغابوا … عن الورى في حضرة الوصال
خلوا لها كل هوى وخله … واخلصوا كلََّ ولا وحله
واتخذوا وجه الحبيب قبلة … واقبلوا باصدق الاقبال
فروا على تجريد معنى الصدق … وافردوا القصد لوجه الحق
فوصلوا عند انقطاع الخلق … واتصلوا بأفضل ألا فضال
وسافروا باقوم استقامة … طوا مقامات بلا إقامة
الى يفاع الفيض والكرامة … ومستوى التنزيل والإنزال
ونزهوا عما سوى المحبوب … نواظرالالباب والقلوب
فامتلأت من باهر الغيوب … واشرقت من بهجة الجمال
صفوا عن الاكدار في الأذواق … واتصفوا بأكرم الأخلاق
ثم اصطفوا للوصل والتلاق … في حضرة التقديس والإجلال
لما خلوا عن كل لبس نفسي … ثم تحلوا كل معنى قدسي
حلَّوا بروضات الرضا والأنس … عند مليك في مقام عالي
بانت لهم من نوره الأنوار … وانفتحت من سره الأسرار
واتضحت سبل الهدى فساروا … فيه به فوق ذرى المعالي
احبهم فاختارهم لنفسه … ثم كساهم من معاني قدسه
وعمهم بجوده وانسه … فهم له وهو لهم موالي
فهم له بين الورى ضنائن … خزائن الأسرار والامائن
قد صانهم عن عين كل خائن … وقد علوا عن مطمح الأنذال