توقَّفي .. أرجوكِ .. عن قراءةِ الفنجانْ

حينَ تكونينَ معي..

لأنّني أرفضُ هذا العبثَ السخيفَ،

في مشاعر الإنسانْ.

فما الذي تبغينَ، يا سيّدتي ، أن تعرفي؟

وما الذي تبغينَ أن تكْتَشِفي؟.

أنتِ التي كنتِ على رمال صدري..

تطلبينَ الدفءَ والأَمَانْ..

وتصهلينَ في براري الحُبِّ كالحِصَانْ …

أَلَمْ تقولي ذاتَ يومٍ..

إنَّ حُبِّي لكِ من عجائب الزَمَانْ؟

أَلَمْ تَقُولي إنَّني ..

بَحْرٌ من الرقّةِ والحَنَانْ؟

فكيفَ تسألينَ ، يا سيِّدتي،

عنّي .. مُلُوكَ الجانْ؟

حين أكونُ حاضراً..

وكيفَ لا تصدِّقينَ ما أنا أقولُهُ؟

وتطلبينَ الرأيَ من صديقكِ الفنجانْ …

تَوقَّفي .. أرجوكِ .. عن قراءة الغُيُوبْ..

إنْ كانَ من بشارةٍ سعيدةٍ..

أو خَبَرٍ..

أو كان من حمامةٍ تحمل في منقارها مَكْتُوبْ.

فإنّني الشخصُ الذي سيُطْلِقُ الحَمَامَهْ..

وإنّني الشخصُ الذي سيكتُبُ المكْتُوبْ..

أو كان يا حبيبتي من سَفَرٍ..

فإنَّني أعرفُ من طفولتي .. خرائطَ الشمال والجنوبْ..

وأعرفُ المدائنَ التي تبيعُ للنساءِ أروعَ الطُيُوبْ..

وأعرفُ الشمسَ التي تنامُ تحت شَرْشَفِ المحبُوبْ..

وأعرفُ المطاعمَ الصُغْرى التي تشتبكُ الأيدي بها..

وتهمسُ القلوبُ للقلوبْ..

وأعرفُ الخمرَ التي تفتحُ يا حبيبتي نوافذَ الغُرُوب

وأعرفُ الفنادقَ الصغرى التي تعفو عن الذُنُوبْ

فكيفَ يا سيّدتي؟

لا تقبلينَ دعوتي

إلى بلادٍ هَرَبتْ من مُعْجَم البُلْدَانْ..

قصائدُ الشِعْر بها..

تنبتُ كالعُشْبِ على الحيطانْ..

وبَحْرُها..

يخرجُ منه القمحُ .. والنساءُ .. والمَرْجَانْ..

فكيفَ يا سيّدتي..

تركتنِي .. منْكَسِرَ القلب على الإيوانْ

وكيف يا أميرةَ الزمانْ؟.

سافرتِ في فنجانْ …

3

فإنّي لستُ مُهتمّاً بكَشْفِ الفَالْ..

ولستُ مهتمّاً بأن أُقيمَ أحلامي على رمالْ

ولا أرى معنى لكلّ هذه الرسومِ ، والخطوطِ ، والظلالْ..

ما دام حُبّي لكِ يا حبيبتي..

يضربني كالبَرْقِ والزَلْزَالْ..

فما الذي يفيدُكِ الإسْرَافُ في الخيالْ؟

ما دام حبّي كلَّ لحظةٍ سنابلاً من ذَهَبٍ..

وأنهراً من عَسَلٍ.. وعِطْرَ بُرتُقالْ..

فما الذي يفيدُكِ السؤالْ؟

عن كلِّ ما يأتيكِ من أطفالْ..

وكيف ، يا سيّدتي ، يفكّرُ الرجالْ..

توقّفي فوراً..

فإنِّي أرفضُ التزيفَ في مشاعر الإنسانْ

توقَّفي .. توقَّفي ..

من قبل أن أُحَطِّمَ الفنجانْ …

توقَّفي .. توقَّفي ..

من قبل أن أُحَطِّمَ الفنجانْ …