و كانت تجمع في خاطري
خيوط ضبابيّة قاتمة
نهاياتها في المدى عائمة
و أعراقها السود في ناظري
ودارت خيوط ولفت سواها
فعانقهن أفقا
ووسوسن غيما على الريح ملقى
تجمع من كل صوب و رعدا و برقا
لقد أغضب الآثمون الإلها
و حق العقاب
يا أفراس الله استبقي
يا خيلا من نار و سحاب
من وقع سنابكك الرعد
و البرق الأزرق في الأفق
و صهيلك صور لظى و عذاب
الوعد لقد أزف الوعد
فيا قبضة الله يا عاصفات
و يا قاصفات و يا صاعقة
ألا زلزلي ما بناه الطغاة
بنيرانك الماحقة
وتلتمّ في خاطري
خيوط السحاب
و تلقى الأفق الدائر
وراء القباب
و أحسست أن الغيوم انتظار
و أن انتظاراً يشد التراب
و أصدى بماذا
بصوت انفجار
على الشطّ واد وزمّ الشرار
و رقعت بالنظرة الشامتة
ثقوب الكوى الصامتة
سيندكّ سور ستنصبّ نار
و كان انتظار
و جّمعت الأرض أطباقها
سيندكّ سور ستنصبّ نار
و عصرت السحب أعراقها
فبلّ الثرى عاصف ممطر