كلامُكِ ليسَ يُطاقُ..

وتعبيرُ عينيكِ ليسَ يُطاقُ..

وهذي الأغاني التي يَتَغَرْغَرُ فيها المُسجِّلُ

منذُ ابتداء النهار، إلى مطلعِ الفجرِ

ليست تطاقُ..

ولا بدَّ لي أن أغادرْ..

لماذا أظلُّ هنا؟ حين كلُّ الوسائد ضدِّي..

وكلُّ المقاعد ضدّي..

وكلُّ المرايا.. وكلُّ الزوايا .. وكلُّ الستائرْ..

لماذا أظلُّ هنا بعد موت جميع المشاعرْ؟

لماذا أظلُّ هنا؟

حين أشعر أني سأُشنقُ في آخر الليل..

فوقَ الضفائرْ..

لماذا أظلُّ هنا؟

حين أعرفُ أني سأُدفَنُ تحت رنين العُقُودِ..

وضَوْع البخورِ..

وشكوى الأساورْ..

سأذهبُ حتى أقابلَ شِعْري

فإني نسيتُ تماماً، طريقةَ رَسْمِ الحُروفِ،

نسيتُ بياضَ الدفاترْ..

فنصفي مقيمٌ لديكِ

ونصفي مسافرْ …

3

لكنَّ هذا المناخَ العدائيَّ بيني وبينكِ..

أطفأ كلَّ النجوم،

وأيْبَسَ كلَّ البيادرْ

صحيحٌ.. بأنَّ المكانَ أنيقٌ

وأن النبيذَ عميقٌ

وأنَّ التماثيلَ رائعةٌ، والأزاهرْ

ولكنّني، رَغْمَ هذا الإطار الملوكيِّ حولي،

أحِسُّ بأني أموتُ كشاعرْ …

4

ويا ستَّ كل الجميلاتِ..

وأنَ جُنودَكِ كُثْرٌ..

وأنَّ وصالَكِ قَهْرٌ.. وهَجْرَكِ قَهْرٌ..

وأنَّ الذي لا يسبّحُ باسمكِ كافرْ

فلا تَضَعيني.. بقائمة الرُكَّع الساجدينْ

ولا تُدْخليني.. بجيشِ الدراويش والصابرينْ

ولا تحسبيني..

خَرُوفاً تَجُزِّينَ عن جسمه الصوفَ.. كالآخرينْ

ولا تستبدّي برأيكِ فوقَ فراش الهوى

لأنّي من اللهِ.. لا أتلقى الأوامرْ …

خَرُوفاً تَجُزِّينَ عن جسمه الصوفَ.. كالآخرينْ

ولا تستبدّي برأيكِ فوقَ فراش الهوى

لأنّي من اللهِ.. لا أتلقى الأوامرْ …