قَاتلتُ بالأَسْنَانْ
كي أحملَ الماءَ إلى قبيلتي
وأَجعلَ الصحراءَ بُسْتاناً من الألوانْ
وأَجعلَ الكلامَ مِنْ بَنَفْسَجٍ
وضِحْكَةَ المرأةِ مِنْ بَنَفْسَجٍ
وثَدْيَها .. قِمَّةَ عُنْفُوانْ …
قاتلتُ بالسَيْفِ وبالقصيدَهْ
كي أحمِلَ الحُبَّ إلى مدينتي .
وأَغْسِلَ القُبْحَ عن الوُجُوه والجُدْرَانْ
وأَجْعَلَ العَصْرَ أَقَلَّ قَسْوَةً
وأَجعَلَ البحرَ أشدَّ زُرْقَةً
وأجعلَ الناسَ ينامونَ
على شَراشفِ الحَنَانْ ..
3
كَيْ أُشعلَ النيرانَ في ذاكرتي
وفي ثياب مَنْ تَبقَّى من بني عُثْمَانْ .
وأُقفَ الذُكُورَ عن إرهَابهمْ
وأُنقذ النِسَاءَ من أقبية السُلطَانْ
حَفِظتُ للكِلمةِ كبرياءَهَا
ولم أُسَافِرْ مرَّةً واحدةً
لأَمْدَحَ المأمُونَ ..
أو لأمْدَحَ الخليفةَ النُعْمَانْ …
4
قَاتلتُ خمسينَ سَنَهْ
ودولةَ الإِنسانْ .
لكنَّني اكتشفْتُ أَنَّ ما كتبتُهُ
ليس سوى حَفْرٍ على الصَوَّّانْ ..
5
… وها أنا ، مِنْ بعد خمسينَ سَنَهْ
تأكُلُني الأحزانْ
قد تَرَكُوني خَلْفَهُمْ ،
وفضَّلوا عبادَة الشيطَانْ …
تأكُلُني الأحزانْ
لأَنَ مَنْ حاولتُ أَنْ أَجْعَلَهُمْ آلِهَةً ،
قد تَرَكُوني خَلْفَهُمْ ،
وفضَّلوا عبادَة الشيطَانْ ..